الرئيسية
أحدث الصور
الثقافـة الضريبية بين المفهوم والصياغة
يقول (Nerre , 2000 , 2) لقد كانت المفهومات الكلاسيكية لـ (ثقافة الضريبة) للبلد محصورة بصورة كاملة تقريباً بواضعي نظام الضريبة ولم يكن دافعو الضريبة يعدون جزءاً من ثقافة الضريبة، ولكن التفسيرات المعاصرة – على حد قول (Nerre) لمصطلح ثقافة الضريبة وضعت دافعي الضرائب حصراً أو الاتصال بين دافعي الضرائب وسلطات الضريبة في وسط جدالاتهم، إلا أن النظرة المحصورة أو المحدودة للتداخل بين المجموعتين تبدو مقيدة أيضاً لأنه لم يتم أخذ العملية التطورية لنظام الضريبة والثقافة القومية بنظر الاعتبار. ويمكن تفسير مفهوم ثقافة الضريبة هنا عند تجزئة المفهوم إلى مصطلحاته الفردية”الضريبة، الثقافة”، فمن وجهة نظر الضرائب لا يشكل نظام الضريبة فقط وممارسة أسلوب الضريبة الفعلية جزءاً من – ثقافة الضريبة – للبلد، ولكن يدخل أيضاً العلاقة بين السلطات”الإدارة”الضريبية وحسابات دافعي الضرائب بسبب خصوصيتها وفرديتها، وفيما يتعلق بالسلطات الضريبية فيجب أخذ هيكل مقدرات مستويات الأفراد بنظر الاعتبار أي كيف ستوزع إيرادات الضريبة ؟ وكم يكون قانون الضريبة واضحاً ودقيقاً بهذا الخصوص وكيف بالنتيجة تتم محاسبة ألانتهاكات ؟ إلا أن عنصر الثقافة يعد مهماً أكثر. على الرغم من أنه لا توجد على وفق لـ (Greet Hofstede) لغة علمية لتعريف الثقافة، إلا إنه في إطار هذا العمل تكون هناك إشارة حصرية للثقافة القومية بعينها، فيجب فهم الثقافة على إنها”برمجة جماعية للعقل (نقلاً عن – Hofstede , 1991 )، وإن العوامل الثقافية تكون في عملية تعديل مستمرة محفزة بواسطة مدخلات خارجية وداخلية”. ويؤكد ذلك (العاني، 2004: 24) عند استعراضه معنى الثقافة إذ يقول”هنالك العديد من التعاريف التي قدمت للثقافة وإن صيغت بكلمات مختلفة إلا إنها اتفقت حول الفكر والمضمون. ويضيف إن العلماء الأنثروبولوجيين الأمريكان قدموا ما يقارب الـ 160 تعريفاً مختلفاً للثقافة. ويستعرض في حديثه ما جاء أيضاً بمفهوم الثقافة لـ (Hofstede) ويعده تعريفاً عاماً ركز فيه (Hofstede) على مسألة التمييز أو لاختلاف الثقافي التي أعدها بمثابة خصائص للمجموعات الإنسانية وهي المسؤولة عن عملية البرمجة الجماعية”.ويقول (العاني)”عندما نتقدم خطوة أبعد من التعريف العام نجد أن هناك تعاريف عديدة اتفقت على إن الثقافة تمثل مجموعة أنماط عامة وقواعد وقيم وأفكار ونماذج سلوك ومعتقدات ورموز وتصورات وأعراف وتقاليد وعادات وأخلاق ومهارات وطرق تفكير وأساليب حياة وفن ووسائل اتصال (نقلاً عن – Bartle , 2000 , Verna & Gray, 1997 )، كما إن هناك تعاريف أُخرى فقد وصف (نقلاً عن - Bartle , 2000 ) بأن كل ثقافة تمتلك عدة أبعاد إذا ما تغير أحدها تغيرت الأبعاد الأًخرى، وإذا ما فقد أحدها فقدت الأبعاد الأُخرى، إذ حددها بالأبعاد التكنولوجيا، الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، القيمية (حسية)، والجمالية (جيد – سيئ – جميل- قبيح – صح – خطأ …). و(نقلاً عن – Abdulah, 2000 ) فقد ركز على العامل الديني، وإن الثقافة تشير إلى متغيرات اجتماعية وسياسية تؤثر في سلوك الأفراد. و (نقلاً عن – Edwards , 1999 ) فقد اهتم بالعامل السياسي إذ وصف الثقافة بأنها عملية سياسية ذات بعد يتصل بالسياسة بسبب أن العمليات الاجتماعية المختلفة تمثل أصلاً تحليلاً سياسياً تتجسد من خلال السياسة وهذا مبني أساساً على تعريف الثقافة بأنها طريقة للحياة إذ أن هذه الطريقة تتطلب تحليلاً ماهراً لجزئيتها ومعرفة كيف يمكن أن تشير أو توجه لخدمة أطراف المجتمع”. كما يعرض (Bloom & Naciri , 1989: 71) تعريف الثقافة نقلاً عن القاموس الدولي الجديد – Webster”إن الثقافة عبارة عن النموذج الكلي للسلوك والمخرجات الإنسانية التي تتجسد في المعتقدات والكلام والفعل والمهن التي تعتمد على قدرة الإنسان في التعلم وتوصيل المعرفة بنجاح للأجيال من خلال استخدام الأدوات والنظم المختلفة للمعتقدات المجردة”. ويستنتج (العاني) فيما ذهب كل من (Lye , 1997 , Suretsk , 1981) عطـفاً على ما جـاء بتعريف الأيدولوجـيا مـن قبـل (Marx & Engles) بأنها”العمليات الحياتية للأفراد كما هم يتصورونها أو يتصورها الآخرون ما يقوله الفرد، فيصوره، يدركه، ويرويه … ويصف الثقافة بأنها أيديولوجية إذ تمثل مجموعة قيم،أفكار، أنماط، إدراكات، ومفاهيم تسيطر على مجموعة من الأفراد مهما أختلف جمعهم وتدفعهم إلى الأنشطة التي تقوم بها، هذه الأنشطة تصبح أمراً طبيعياً ومقبولاً في المجتمع، وإن التسلسل التأريخي يقدم دليلاً على توجه الفرد نحو هذه الأنشطة وسوف يستمر الفرد بتنفيذ هذه الأنشطة حتى يقوم دليل يفيد العكس وعلى مدى فترة زمنية طويلة نسبياً بهذا المعنى فحتى المحاسبة أيديولوجيا، إذ أنها نشاط اجتماعي يعكس الأيديولوجية السائدة في المجتمع طالما سادت القيم والمعتقدات والعناصر الثقافية التي ولَدت هذه الأيديولوجية. إن كون المحاسبة أيديولوجية يعني إنه يمكن من خلالها تحديد مجموعة العناصر التي يؤمن بها المجتمع وطالما تمكنت المحاسبة من ذلك فإنها تصبح نشاطاً مقبولاً لأنه يعكس تلك الأيديولوجية السائدة , ومرغوب لأنه يحقق أهداف المجتمع، وطبيعي لأنه لايمكن الاستغناء عنه ويمتد إلى فترة غير معروفة في المستقبل”(العاني، 2004: 27).
في مقالة للكاتب (Perera , 1989) قام بتطوير دراسة (Gray , 1984) والذي قدم (Gray) القيم الثقافية المحاسبية الفرعية (Accounting Sub – Culture) الممثلة بالأبعاد المهنية، مقاومة عدم التأكد، الحيطة والحذر، والسرية. وقدم الكاتب أبعاد التطبيقات المحاسبية وهي أربعة أبعاد: السلطة، التطبيق، القياس، الإفصاح. وربط كل بعد من هذه الأبعاد مع القيم المحاسبية وأثر القيم الثقافية العامة الاجتماعية التي جاء بها (Hofstede) إذ يمكن توضيحها على وفق الجدول الآتي: (Perera , 1989: 44-49)
جدول
القيم الثقافية العامة الاجتماعية القيم الثقافية المحاسبية التطبيقات المحاسبية
الفردية - الجماعية
توزيع القوة (صغير، كبير)
مقاومة التغيير(قوي، ضعيف)
الرجولية مقابل الأنوثة المهنية
التوحيد
الحيطة والحذر
السرية السلطة
التطبيق
القياس
الإفصاح
يرى Hofstede إن اختلاف الدول من حيث الثروة يؤدي إلى اختلاف توجهاتها فالدول الغنية يكون اتجاه قوي نحو الفردية وذلك يؤدي إلى مهنية عالية حسب رأي Gray مما يؤدي أو يؤثر على شكل السلطة فتكون السلطة مركزية حسب رأي كاتب المقال والعكس في حالة الجماعية. أما بالنسبة للبعد الثاني فيرى Hofstede إن الدول التي يكون فيها توزيع القوة ضعيفاً تميل إلى تحقيق المساواة وذلك يؤدي حسب رأي Gray إلى التوحيد المالي والسياسات الأمر الذي يؤدي إلى وحدة التطبيق في المحاسبة حسب رأي Perera ، وكذا الحال بالنسبة للمجتمعات التي تقاوم حالة عدم التأكد بقوة تكون على مستوى عال من الحيطة والحذر مما يؤثر في موضوعية القياس المحاسبي. أما بالنسبة للبعد الأخير فإن توزيع الأدوار في المجتمع ما بين الذكور والإناث له أثر في درجة سرية المعلومات لارتباطه بتحقيق الذات وتفاوته فالذكور يكونون على درجة عالية من السرية وذلك ينسحب على مستوى الإفصاح المحاسبي فيكون أقل من المجتمعات التي تكون الإناث أوفر حظاً في السلطة والإدارة. ولو رجعنا إلى ثقافة الضريبة ـ والتي تشكل المحاسبة الضريبية ذلك الفرع المسؤول عن تنفيذ السياسة الضريبية والنظام الضريبي لأي بلد – إذ اكتشف SCHUMDETER بأن”لكل مثل أعلى للضريبة –Tax ideal - حدود تاريخية واقتصادية واجتماعية”وبهذه الطريقة فإن وجود أو إيجاد نظام عالمي وحيد موضوعياً لغرض الضريبة يصبح مستحيلاً بصورة واضحة. ولذلك تنشأ ثقافة ضريبية خاصة ببلد معين التي تصاغ بواسطة تقليد فرض الضريبة من جهة وبواسطة تداخل العاملين والقيم الثقافية مثل”الأمانة، العدل، أو الشعور بالواجب من جهة أُخرى. (Nerre , 2004: 3) ويضيف، إن هذا ألأخير يشبه عقلية الضريبة Tax mentality التي تتألف من عنصرين مهمين: أخلاقيات الضريبة، وانضباط الضريبة (الالتزام الضريبي) والتي تهدف معاً إلى علاقة دافع الضريبة بحكومة الضريبة. وقدم (TRETTER , 1979) على حد قول (Nerre) تعريفاً”تشمل عقلية الضريبة كل المواقف وأيضاً كل النماذج، السلوك الذي يقوم به المواطنون الدافعون للضريبة ضد (أومع) الضريبة والحكومة. وبصورة عامة فإن أخلاقيات الضريبة يستخدم كمصطلح مع”الرغبة في دفع الضرائب”أي شعور بالالتزام نحو الحكومة (على وفق مبدأ الفائدة) أو الالتزام بالمجتمع أو المصلحة العامة (مع أخلاقيات الضريبة على وفق مبدأ القدرة على الدفع). وبهذا فإن انضباط الضريبة (الالتزام الضريبي) يعكس مواقف دافعي الضريبة”.
يقول (Nerre , 2000 , 2) لقد كانت المفهومات الكلاسيكية لـ (ثقافة الضريبة) للبلد محصورة بصورة كاملة تقريباً بواضعي نظام الضريبة ولم يكن دافعو الضريبة يعدون جزءاً من ثقافة الضريبة، ولكن التفسيرات المعاصرة – على حد قول (Nerre) لمصطلح ثقافة الضريبة وضعت دافعي الضرائب حصراً أو الاتصال بين دافعي الضرائب وسلطات الضريبة في وسط جدالاتهم، إلا أن النظرة المحصورة أو المحدودة للتداخل بين المجموعتين تبدو مقيدة أيضاً لأنه لم يتم أخذ العملية التطورية لنظام الضريبة والثقافة القومية بنظر الاعتبار. ويمكن تفسير مفهوم ثقافة الضريبة هنا عند تجزئة المفهوم إلى مصطلحاته الفردية”الضريبة، الثقافة”، فمن وجهة نظر الضرائب لا يشكل نظام الضريبة فقط وممارسة أسلوب الضريبة الفعلية جزءاً من – ثقافة الضريبة – للبلد، ولكن يدخل أيضاً العلاقة بين السلطات”الإدارة”الضريبية وحسابات دافعي الضرائب بسبب خصوصيتها وفرديتها، وفيما يتعلق بالسلطات الضريبية فيجب أخذ هيكل مقدرات مستويات الأفراد بنظر الاعتبار أي كيف ستوزع إيرادات الضريبة ؟ وكم يكون قانون الضريبة واضحاً ودقيقاً بهذا الخصوص وكيف بالنتيجة تتم محاسبة ألانتهاكات ؟ إلا أن عنصر الثقافة يعد مهماً أكثر. على الرغم من أنه لا توجد على وفق لـ (Greet Hofstede) لغة علمية لتعريف الثقافة، إلا إنه في إطار هذا العمل تكون هناك إشارة حصرية للثقافة القومية بعينها، فيجب فهم الثقافة على إنها”برمجة جماعية للعقل (نقلاً عن – Hofstede , 1991 )، وإن العوامل الثقافية تكون في عملية تعديل مستمرة محفزة بواسطة مدخلات خارجية وداخلية”. ويؤكد ذلك (العاني، 2004: 24) عند استعراضه معنى الثقافة إذ يقول”هنالك العديد من التعاريف التي قدمت للثقافة وإن صيغت بكلمات مختلفة إلا إنها اتفقت حول الفكر والمضمون. ويضيف إن العلماء الأنثروبولوجيين الأمريكان قدموا ما يقارب الـ 160 تعريفاً مختلفاً للثقافة. ويستعرض في حديثه ما جاء أيضاً بمفهوم الثقافة لـ (Hofstede) ويعده تعريفاً عاماً ركز فيه (Hofstede) على مسألة التمييز أو لاختلاف الثقافي التي أعدها بمثابة خصائص للمجموعات الإنسانية وهي المسؤولة عن عملية البرمجة الجماعية”.ويقول (العاني)”عندما نتقدم خطوة أبعد من التعريف العام نجد أن هناك تعاريف عديدة اتفقت على إن الثقافة تمثل مجموعة أنماط عامة وقواعد وقيم وأفكار ونماذج سلوك ومعتقدات ورموز وتصورات وأعراف وتقاليد وعادات وأخلاق ومهارات وطرق تفكير وأساليب حياة وفن ووسائل اتصال (نقلاً عن – Bartle , 2000 , Verna & Gray, 1997 )، كما إن هناك تعاريف أُخرى فقد وصف (نقلاً عن - Bartle , 2000 ) بأن كل ثقافة تمتلك عدة أبعاد إذا ما تغير أحدها تغيرت الأبعاد الأًخرى، وإذا ما فقد أحدها فقدت الأبعاد الأُخرى، إذ حددها بالأبعاد التكنولوجيا، الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، القيمية (حسية)، والجمالية (جيد – سيئ – جميل- قبيح – صح – خطأ …). و(نقلاً عن – Abdulah, 2000 ) فقد ركز على العامل الديني، وإن الثقافة تشير إلى متغيرات اجتماعية وسياسية تؤثر في سلوك الأفراد. و (نقلاً عن – Edwards , 1999 ) فقد اهتم بالعامل السياسي إذ وصف الثقافة بأنها عملية سياسية ذات بعد يتصل بالسياسة بسبب أن العمليات الاجتماعية المختلفة تمثل أصلاً تحليلاً سياسياً تتجسد من خلال السياسة وهذا مبني أساساً على تعريف الثقافة بأنها طريقة للحياة إذ أن هذه الطريقة تتطلب تحليلاً ماهراً لجزئيتها ومعرفة كيف يمكن أن تشير أو توجه لخدمة أطراف المجتمع”. كما يعرض (Bloom & Naciri , 1989: 71) تعريف الثقافة نقلاً عن القاموس الدولي الجديد – Webster”إن الثقافة عبارة عن النموذج الكلي للسلوك والمخرجات الإنسانية التي تتجسد في المعتقدات والكلام والفعل والمهن التي تعتمد على قدرة الإنسان في التعلم وتوصيل المعرفة بنجاح للأجيال من خلال استخدام الأدوات والنظم المختلفة للمعتقدات المجردة”. ويستنتج (العاني) فيما ذهب كل من (Lye , 1997 , Suretsk , 1981) عطـفاً على ما جـاء بتعريف الأيدولوجـيا مـن قبـل (Marx & Engles) بأنها”العمليات الحياتية للأفراد كما هم يتصورونها أو يتصورها الآخرون ما يقوله الفرد، فيصوره، يدركه، ويرويه … ويصف الثقافة بأنها أيديولوجية إذ تمثل مجموعة قيم،أفكار، أنماط، إدراكات، ومفاهيم تسيطر على مجموعة من الأفراد مهما أختلف جمعهم وتدفعهم إلى الأنشطة التي تقوم بها، هذه الأنشطة تصبح أمراً طبيعياً ومقبولاً في المجتمع، وإن التسلسل التأريخي يقدم دليلاً على توجه الفرد نحو هذه الأنشطة وسوف يستمر الفرد بتنفيذ هذه الأنشطة حتى يقوم دليل يفيد العكس وعلى مدى فترة زمنية طويلة نسبياً بهذا المعنى فحتى المحاسبة أيديولوجيا، إذ أنها نشاط اجتماعي يعكس الأيديولوجية السائدة في المجتمع طالما سادت القيم والمعتقدات والعناصر الثقافية التي ولَدت هذه الأيديولوجية. إن كون المحاسبة أيديولوجية يعني إنه يمكن من خلالها تحديد مجموعة العناصر التي يؤمن بها المجتمع وطالما تمكنت المحاسبة من ذلك فإنها تصبح نشاطاً مقبولاً لأنه يعكس تلك الأيديولوجية السائدة , ومرغوب لأنه يحقق أهداف المجتمع، وطبيعي لأنه لايمكن الاستغناء عنه ويمتد إلى فترة غير معروفة في المستقبل”(العاني، 2004: 27).
في مقالة للكاتب (Perera , 1989) قام بتطوير دراسة (Gray , 1984) والذي قدم (Gray) القيم الثقافية المحاسبية الفرعية (Accounting Sub – Culture) الممثلة بالأبعاد المهنية، مقاومة عدم التأكد، الحيطة والحذر، والسرية. وقدم الكاتب أبعاد التطبيقات المحاسبية وهي أربعة أبعاد: السلطة، التطبيق، القياس، الإفصاح. وربط كل بعد من هذه الأبعاد مع القيم المحاسبية وأثر القيم الثقافية العامة الاجتماعية التي جاء بها (Hofstede) إذ يمكن توضيحها على وفق الجدول الآتي: (Perera , 1989: 44-49)
جدول
القيم الثقافية العامة الاجتماعية القيم الثقافية المحاسبية التطبيقات المحاسبية
الفردية - الجماعية
توزيع القوة (صغير، كبير)
مقاومة التغيير(قوي، ضعيف)
الرجولية مقابل الأنوثة المهنية
التوحيد
الحيطة والحذر
السرية السلطة
التطبيق
القياس
الإفصاح
يرى Hofstede إن اختلاف الدول من حيث الثروة يؤدي إلى اختلاف توجهاتها فالدول الغنية يكون اتجاه قوي نحو الفردية وذلك يؤدي إلى مهنية عالية حسب رأي Gray مما يؤدي أو يؤثر على شكل السلطة فتكون السلطة مركزية حسب رأي كاتب المقال والعكس في حالة الجماعية. أما بالنسبة للبعد الثاني فيرى Hofstede إن الدول التي يكون فيها توزيع القوة ضعيفاً تميل إلى تحقيق المساواة وذلك يؤدي حسب رأي Gray إلى التوحيد المالي والسياسات الأمر الذي يؤدي إلى وحدة التطبيق في المحاسبة حسب رأي Perera ، وكذا الحال بالنسبة للمجتمعات التي تقاوم حالة عدم التأكد بقوة تكون على مستوى عال من الحيطة والحذر مما يؤثر في موضوعية القياس المحاسبي. أما بالنسبة للبعد الأخير فإن توزيع الأدوار في المجتمع ما بين الذكور والإناث له أثر في درجة سرية المعلومات لارتباطه بتحقيق الذات وتفاوته فالذكور يكونون على درجة عالية من السرية وذلك ينسحب على مستوى الإفصاح المحاسبي فيكون أقل من المجتمعات التي تكون الإناث أوفر حظاً في السلطة والإدارة. ولو رجعنا إلى ثقافة الضريبة ـ والتي تشكل المحاسبة الضريبية ذلك الفرع المسؤول عن تنفيذ السياسة الضريبية والنظام الضريبي لأي بلد – إذ اكتشف SCHUMDETER بأن”لكل مثل أعلى للضريبة –Tax ideal - حدود تاريخية واقتصادية واجتماعية”وبهذه الطريقة فإن وجود أو إيجاد نظام عالمي وحيد موضوعياً لغرض الضريبة يصبح مستحيلاً بصورة واضحة. ولذلك تنشأ ثقافة ضريبية خاصة ببلد معين التي تصاغ بواسطة تقليد فرض الضريبة من جهة وبواسطة تداخل العاملين والقيم الثقافية مثل”الأمانة، العدل، أو الشعور بالواجب من جهة أُخرى. (Nerre , 2004: 3) ويضيف، إن هذا ألأخير يشبه عقلية الضريبة Tax mentality التي تتألف من عنصرين مهمين: أخلاقيات الضريبة، وانضباط الضريبة (الالتزام الضريبي) والتي تهدف معاً إلى علاقة دافع الضريبة بحكومة الضريبة. وقدم (TRETTER , 1979) على حد قول (Nerre) تعريفاً”تشمل عقلية الضريبة كل المواقف وأيضاً كل النماذج، السلوك الذي يقوم به المواطنون الدافعون للضريبة ضد (أومع) الضريبة والحكومة. وبصورة عامة فإن أخلاقيات الضريبة يستخدم كمصطلح مع”الرغبة في دفع الضرائب”أي شعور بالالتزام نحو الحكومة (على وفق مبدأ الفائدة) أو الالتزام بالمجتمع أو المصلحة العامة (مع أخلاقيات الضريبة على وفق مبدأ القدرة على الدفع). وبهذا فإن انضباط الضريبة (الالتزام الضريبي) يعكس مواقف دافعي الضريبة”.
